الفرص الاستثمارية
ابدأ الآن

الصكوك والأسهم وقت الأزمات

كتب بواسطة: 1447/01/13
قسم: عام
الصكوك والأسهم وقت الأزمات

في عالم الاستثمار، الخيارات أمام الأفراد كثيرة ومتنوعة، تبدأ من الأسهم والصناديق الاستثمارية، مرورًا بالعقارات، وتنتهي بأدوات مالية أكثر تخصّصًا مثل الصكوك وأدوات الدين. لكن، مع كثرة هذه البدائل، تظهر التحديات الحقيقية عند حدوث الأزمات، مثل التقلبات الاقتصادية، التضخم، أو التغيرات في أسعار الفائدة. 

في مثل هذه الظروف، يصبح السؤال الأساسي للمستثمر: أين أضع أموالي بطريقة ذكية؟ 

 

لفهم هذا السؤال، دعونا أولًا نتعرّف على اثنين من أهم أدوات الاستثمار: الأسهم والصكوك، ونقارن بينهما بطريقة مبسطة تناسب كل من لديه رغبة في فهم الفرق دون الحاجة إلى خلفية مالية عميقة. 

 

📈 ما هي الأسهم؟ 

الأسهم ببساطة تمثّل ملكية جزئية في شركة. فعندما يشتري المستثمر سهمًا، يصبح مالكًا لجزء من هذه الشركة. وتتغير قيمة هذا السهم بناءً على أداء الشركة المالي، أرباحها، والأحداث المؤثرة في السوق. 

ورغم أن الأسهم تُصنَّف ضمن الأدوات عالية المخاطر، إلا أنها تُعد خيارًا شائعًا في فترات الاستقرار نظرًا لإمكانية تحقيق عوائد مرتفعة. 

ومع ذلك، فإن هذه العوائد تبقى غير مضمونة، ويزداد مستوى التذبذب في فترات الأزمات، مما يجعل بعض المستثمرين يعيدون النظر في مدى ملاءمة هذا النوع من الاستثمار لأهدافهم 

 

📄 ما هي الصكوك؟ 

الصكوك هي أداة مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتمثّل ملكية في أصل حقيقي أو مشروع محدد. 

على عكس الاستثمار في الأسهم الذي يرتبط مباشرة بأداء الشركة، فإن الاستثمار في الصكوك يكون في أصل واضح، مثل مشروع عقاري، عقد إيجار، أو أصل مُدار وفق شروط معينة. 

 

غالبًا ما يكون العائد في الصكوك محددًا مسبقًا أو قائمًا على آلية توزيع شفافة، ويُصرف بشكل دوري أو عند نهاية مدة الاستثمار. 

ولأن الصكوك تستند إلى أصول فعلية، فهي توفر مستوى أعلى من الوضوح والانضباط مقارنة ببعض أدوات الاستثمار الأخرى، خصوصًا في فترات التوتر الاقتصادي. 

 

في بعض النماذج الحديثة، تُطرح الفرص الاستثمارية في الصكوك من خلال هياكل تنظيمية محكمة (مثل الشركات ذات الغرض الخاص – SPVs)، بما يضمن استقلالية الأصول وسلامة العلاقة التعاقدية بين المستثمر والفرصة الاستثمارية. 

هذا النوع من الصكوك يُعد من أدوات الاستثمار البديلة التي تمزج بين الانضباط الشرعي والوضوح المالي، ويُنظر إليها كمصدر استقرار نسبي في أوقات التقلبات. 

أيهم أذكى وقت الأزمات؟ 

 

في فترات التذبذب الاقتصادي، تبدأ العديد من الاستراتيجيات الاستثمارية التقليدية بفقدان استقرارها. فعلى سبيل المثال، يتفاعل سوق الأسهم بسرعة مع الأحداث الإخبارية، الأزمات العالمية، والتغيرات في أسعار الفائدة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تقلبات حادة قد تنعكس سلبًا على قيمة الأصول. 

 

في المقابل، تمثل الصكوك — وخاصة تلك المبنية على أصول حقيقية — نوعًا مختلفًا من أدوات الاستثمار. إذ تستند هذه الصكوك إلى مشاريع قائمة أو أصول قابلة للقياس (مثل العقارات أو التدفقات النقدية)، مما يحدّ من تأثرها بالتقلبات اليومية الحادة في الأسواق المالية. 

 

هذا النوع من الصكوك عادةً ما يكون منظمًا ضمن هياكل قانونية وشرعية واضحة، ويخضع لآليات حوكمة تضمن الشفافية ومتابعة الأداء. كما أن بعض هذه الفرص تتيح للمستثمرين الدخول بمبالغ منخفضة نسبيًا، مع عوائد محددة مسبقًا أو مبنية على آلية توزيع واضحة، تختلف حسب نوع الأصل وهيكل الصك 

ما الذي يجعل هذا النوع من الاستثمار خيارًا أكثر عقلانية في وقت الأزمات؟ 

  • لا يتأثر بانفعالات السوق أو الأخبار الآنية 

  • يرتبط بأصل ملموس يمكن تقييمه وتتبع أدائه 

  • مستوى المخاطرة فيه قابل للقياس والاحتساب 

  • يوفّر عائدًا معروفًا في معظم الحالات، مما يساعد على إدارة التوقعات 

هل الصكوك خيار أكثر استقرارًا في فترات التقلب؟  

 

عند حدوث تقلبات في الأسواق، يتغير سلوك المستثمرين بشكل ملحوظ. فبدلاً من السعي وراء أعلى عائد ممكن، يبدأ الكثير منهم في البحث عن أدوات استثمارية توفر لهم قدراً أكبر من الاستقرار والوضوح. في هذا السياق، تبرز الصكوك كخيار يُنظر إليه على أنه أكثر تحفظًا، خصوصًا إذا كانت مبنية على أصول حقيقية أو مشاريع قائمة. 

 

من أبرز ما يبحث عنه المستثمر في هذه الفترات: 

  1. وضوح العائد المتوقع 

المستثمر يفضل أن يعرف مسبقًا ما يمكن أن يحصل عليه، سواء من حيث نسبة العائد أو موعد التوزيع. الصكوك، في كثير من الأحيان، توفّر هذا النوع من الوضوح من خلال عقود واضحة وشروط محددة. 

  1. الارتباط بأصل واقعي 

ارتباط الصكوك بأصول فعلية أو مشاريع تشغيلية يجعلها في نظر بعض المستثمرين أقل تقلبًا مقارنة بأدوات استثمارية تعتمد فقط على المضاربة أو التوقعات السوقية. 

  1. تنويع المخاطر 

بعض المستثمرين يستخدمون الصكوك كأداة لتنويع محفظتهم، خصوصًا عندما تكون العوائد من مصادر تشغيلية مختلفة عن الأسهم أو الأصول المالية الأخرى. 

  1. الامتثال الشرعي والشفافية 

وجود إطار شرعي وهيكلي واضح للصكوك يجعلها خيارًا مفضلًا لدى فئات معينة من المستثمرين الذين يبحثون عن التوافق مع مبادئهم الدينية، إضافة إلى الرغبة في فهم تفاصيل العلاقة الاستثمارية بشكل شفاف. 

 

من المهم الإشارة إلى أن الصكوك ليست خالية من المخاطر، لكن نوعية المخاطر فيها تختلف. فهي ترتبط غالبًا بالمشروع أو الأصل نفسه، وليس بسوق ثانوي سريع التغير. ولهذا، يرى البعض أن الصكوك قد تمثل خيارًا أكثر استقرارًا، لا سيما في الفترات التي تشهد فيها الأسواق المالية تقلبًا كبيرًا أو ضبابية في الرؤية المستقبلية. 

 

 

 

 

 

مع تزايد التقلبات في الأسواق، يبحث المستثمرون عن أدوات استثمارية تمنحهم توازنًا بين العائد المقبول والمخاطرة المعقولة. 

الصكوك، وخاصة تلك المبنية على أصول حقيقية وهيكلة واضحة، توفر خيارًا يمكن الاعتماد عليه لتحقيق هذا التوازن، خصوصًا عند تراجع الثقة في أدوات الاستثمار المرتبطة بالمضاربة أو بتقلبات الأسواق الثانوية. 

ورغم أن الصكوك ليست خالية من المخاطر، إلا أن وضوح هيكلها، وارتباطها بأصول واقعية، وامتثالها لأطر شرعية وتنظيمية، يجعلها خيارًا يفضّله عدد متزايد من المستثمرين الذين يسعون للحفاظ على استقرار محافظهم دون الخروج تمامًا من دائرة العائد المجدي. 

في النهاية، اختيار الصكوك أو غيرها من الأدوات يجب أن يكون مبنيًا على وضوح الهدف الاستثماري، وفهم مستوى المخاطرة المقبول، وتنوّع المحفظة بما يتناسب مع ظروف السوق…  

وفترات التقلب قد تكون فرصة لإعادة التفكير. لا بالخروج من السوق، بل باختيار الأدوات الأذكى دخلا.   

 

 

 

فريق الإعداد: 

ريان الزهراني  متدرب –  إمكان العربية 

سعيد ال مشيط   متدرب –  إمكان العربية 

ريان شهيد    متدرب –  إمكان العربية  

إخلاء مسؤلية

بذلت شركة إمكان العربية جهداً للتأكد من أن محتوى المعلومات المذكورة في هذا التقرير صحيحة ودقيقة، ومع ذلك فإن شركة إمكان العربية وموظفيها لا يقدمون أي ضمانات أو تعهدات صراحة أو ضمناً بشأن محتويات التقرير، ولا يتحملون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أي مسؤولية قانونية ناتجة عن ذلك.

المخاطر والتحذيرات

لا تقدم المنصة أي رأي قانوني أو مالي أو تحليلي ولا دعاية سواء مالية أو استثمارية أو إدارية متعلقة بـأي فرص استثمار مدرجة فيهـا. منصة إمكان هي منصة لتمويل الملكية الجماعية تملكها وتشرف عليها شركة إمكان العربية والمصرح لها بـممارسة نشاط تجربة التقنية المالية بـتاريخ 2019/10/01م ومصرحة بتاريخ 2023/11/20م لإنشاء منصة طرح ادوات الدين والاستثمار فيها . يستطيع المستخدمون من خلالها المشاركة في التمويل الجماعي.